الحركة الطلابية في مصر

الحركة الطلابية في مصر

الحركة الطلابية هي مجموعة من الأنشطة والمبادرات والمطالب التي يقوم بها الطلاب في مجالات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو تعليمية. الحركة الطلابية في مصر لها تاريخ طويل ومشرف من المشاركة في النضالات الوطنية والثورات والإصلاحات.

كانت الحركة الطلابية في مصر رائدة في ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني، وفي انتفاضة 1935 ضد الملك فؤاد، وفي انتفاضة 1946 ضد المعاهدة الأنجلو مصرية، وفي الاحتجاج على هزيمة 1967، وفي المطالبة بالديمقراطية والحرية في السبعينات والثمانينات والتسعينات.

تاريخ الحركة الطلابية في مصر

لعبت الحركة الطلابية المصرية دورا كبيرا في الحركة الوطنية الرامية إلى تحقيق الاستقلال التام، ومقاومة الملك الفاسد.. ولذلك لم يكن غريبا أن يقول المؤرخ الفرنسي والتر لاكير ” لم يلعب الطلاب دورا في الحركة الوطنية مثل الدور الذي لعبه الطلاب في مصر “.

ويرجع فضل تنظيم الطلبة كقوة فعالة في مجال العمل الوطني إلى الزعيم مصطفى كامل، الذي اهتم بتنظيم صفوف طلبة المدارس العليا لدعم الحركة الوطنية بتأسيس (نادى المدارس العليا) عام 1905بهدف تنمية الوعي السياسي للطلبة، وتعبئتهم ضد الاحتلال البريطاني.. كانت شعارات و خطب و مقالات مصطفى كامل يغلب عليها الطابع الرومانسي وتلهب مشاعر الجماهير لكنها لا توحي بعمل شئ محدد أو القيام بتمرد يشعل ثورة.. و ذلك لأن الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى كامل كان حزبا ليبراليا، ملكيا، ينادي بالاستقلال عن الإنجليز والاحتفاظ “بالتبعية” للدولة العثمانية.

و بعد وفاته جاء بعده الزعيم محمد فريد ليرعى هذه النواة للحركة الطلابية ويطور دور الطلاب في الحركة الوطنية من خلال تنظيم الإضرابات، وحركات الاحتجاج، و تنظيم المظاهرات، وتوزيع المنشورات، أو العمل السري الموجه ضد الإنجليز والمتعاونين معهم مما أدى إلى نفيه. وأدى ذلك إلى ضعف الحزب الوطني و اتجاه أفراده إلى العمل السري الذي اتخذ طابع العنف أو إلى اليسار.

و قد سادت الأوساط الطلابية المتمردة في هذه الفترة كما يرى الأستاذ فاروق القاضي مؤلف كتاب فرسان الأمل أيديولوجيتان.. أيديولوجية برجوازية ليبرالية نشرها الحزب الوطني وكانت الأكثر شيوعا؛ و أيديولوجية ماركسية وجدت طريقها إلى الأوساط الطلابية من خلال تحركاتهم في الخارج، و احتكاكهم باليسار الأوروبي، و من خلال وعي فكري متقدم بالقضايا الوطنية و الاجتماعية في مصر.

فبعد الاحتلال البريطاني لمصر، دفع الحماس الجارف المثقفون الثوريون و في مقدمتهم الطلبة إلى صفوف الحزب الوطني لأنه كان يهاجم الاحتلال بقوة داعيا إلى الحكم الذاتي، وإن كان ذلك في ظل الإمبراطورية العثمانية..

إلا أن ضعف القوى الاجتماعية في الحزب الوطني و عزلتها السياسية عن الجماهير أضعفت الحزب من الداخل، ولكنه كثف من نشاطاته في الخارج من خلال الجمعيات الطلابية في أوروبا. وقد كان لاحتكاك هذه الجمعيات بالأوساط الأوروبية ذات الطابع اليساري و المؤيدة للقضية المصرية، ما طور من مفاهيم ومبادئ الحزب في نفوس الطلاب.

ولما كانت هذه الجمعيات على اتصال دائم بطلاب الداخل فقد وزع الحزب سنة 1907 منشورا في القاهرة بتوقيع “شباب الحزب الوطني” يدعو المصريين إلى دراسة الاشتراكية والاهتمام بها.

اترك تعليقاً