لماذا السعودية دولة عظمى؟

تُعدّ المملكة العربية السعودية دولة عظمى بمعنى مُحدّد، فهي لا تُناسب تمامًا تعريف القوة العظمى التقليدي القائم على القوة العسكرية والنفوذ العالمي الواسع النطاق مثل الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين. لكنّها تتمتّع بوزنٍ كبيرٍ ومؤثّرٍ على الصعيد العالمي لأسبابٍ متعددة:

**1. النفط والثروة الاقتصادية:**

* **احتياطيات ضخمة:** تمتلك السعودية أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، مما يمنحها نفوذًا هائلاً على أسواق الطاقة العالمية وقدرةً على التأثير بشكل كبير على الاقتصاد العالمي. هذا النفوذ يُترجم إلى قوة سياسية ودبلوماسية كبيرة.
* **الاستثمارات الضخمة:** تستخدم السعودية ثرواتها النفطية في استثمارات ضخمة داخل وخارج المملكة، سواء في البنية التحتية أو في شركات عالمية، مما يعزز نفوذها الاقتصادي والسياسي. صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) مثال بارز على ذلك.

**2. الموقع الجغرافي الاستراتيجي:**

* **مضيق باب المندب:** يقع على ساحل المملكة مضيق باب المندب، أحد أهم ممرات الشحن البحري في العالم، مما يضفي عليها أهمية استراتيجية كبيرة.
* **قربها من مناطق حساسة:** تحدّ السعودية دولًا ذات أهمية جيوسياسية كبيرة، مما يمنحها دورًا محوريًا في العديد من المسائل الإقليمية والدولية.

**3. الدور الإقليمي والدولي:**

* **قوة عسكرية متنامية:** تمتلك السعودية جيشًا قويًا، وإن لم يكن بقدر جيش القوى العظمى التقليدية، إلا أنه يُعدّ قوة عسكرية إقليمية مُهمة مع زيادة إنفاقها العسكري بشكلٍ مُستمر.
* **الدور في منظّمات دولية:** تُشارك السعودية بنشاط في منظمات دولية مهمة مثل منظمة أوبك، ومجموعة العشرين، وجامعة الدول العربية، مما يُمكّنها من التأثير على قراراتها.
* **الحج والعمرة:** تُعتبر المملكة موطنًا للمسجدين الحرام والنبوي، مما يُمنحها نفوذًا روحيًا كبيرًا على المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويُضفي شرعية دينية على قراراتها في بعض الأحيان.

**4. التطلّعات المستقبلية:**

* **رؤية 2030:** تُمثّل رؤية 2030 محاولةً طموحة لتنويع الاقتصاد السعودي والحدّ من اعتماده على النفط، مما قد يعزز مكانتها كقوة عظمى مستقبلية بمعنى أوسع. إصلاحاتها الاقتصادية والتغيرات الاجتماعية التي تشهدها تساهم في تعزيز مكانتها.

**نقاط ضعف:**

على الرغم من هذه القوة، لا يزال أمام السعودية تحديات مثل:

* **الاعتماد على النفط:** يُشكّل هذا الاعتماد مصدرًا لهشاشة اقتصادية ومصدرًا للتأثير الخارجي.
* **حقوق الإنسان:** تُواجه السعودية انتقادات دولية بشأن سجلّها في مجال حقوق الإنسان، مما يؤثر على صورتها الدولية.
* **التوترات الإقليمية:** تُشارك السعودية في نزاعات إقليمية معقّدة، مما يُعرّض أمنها للتحديات.

**الخاتمة:**

في الختام، تُعدّ السعودية دولة عظمى بمعنى مُحدّد، لديها النفوذ والثقل الاقتصادي والسياسي الكبيرين على الصعيد الإقليمي والعالمي، لكنّها لا تُنافس القوى العظمى التقليدية في جميع المجالات. مستقبل مكانتها العالمية يعتمد على نجاحها في تنفيذ رؤيتها المستقبلية وتخطي التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها.

اترك تعليقاً