مفاهيمي علم الاقتصاد والاقتصاد السياسي

مفاهيمي علم الاقتصاد والاقتصاد السياسي

مدخل مفاهيمي لعلم الاقتصاد والاقتصاد السياسي

تعريف الاقتصاد بشكل عام

نتطرق الى التعريف اللغوي ثم الاصطلاحي

تعريف كلمة اقتصاد في اللغة

الاقتصاد لغة مشتق من كلمة “قصد” وهو بين الاسراف والتقتير في الانفاق، والقصد هو العدل .

وفي القرآن الكريم، نجد آيات تدل على الاقتصاد، منها الآية:{وأقصد في مشيك} لقمان/19، بمعنى التوسط بين الاسراع والبطيء. والآية:{منهم أمة مقتصدة}المائدة/66، والمقصود بها أمة مستقيمة. كما جاء معنى الاقتصاد في الحديث النبوي الشريف: {ما عال من اقتصد}.

اما كلمة اقتصاد في اللغة الإنكليزية « Economics »، ومصدرها من اليونانية في كلمة: « Oikonomos »، والمتكونة من كلمتين « Oiko »، وتعني البيت، و « nomos »، ويقصد به التدبير. ويعتبر الفيلسوف اليوناني “ارسطوا طاليس” اول من استخدم هذا المعنى.

الاقتصاد في الاصطلاح

ذهب “بول لوروا بوليو” في القرن19 الى ان الاقتصاد: “علم يبحث في القوانين العامة التي تسيطر على نشاط الجهود البشرية في سبيل انتاج واستعمال الأرزاق التي لا تمنحها الطبيعة للإنسان عفوا ولا مجانا”.

لكن الأستاذ أحمد السمان اعتبره تعريفا غير واقعي، لان علم الاقتصاد ليس بعلم انتاج الثروة، الذي تختص به علوم اخرى كالميكانيك والفيزياء والكيمياء، كما انه لا يعني” بجميع القوانين التي تسيطر على نشاط الجهود البشرية..”، بل يقتصر على الخدمات والجهود التي تقوم بوظيفة اقتصادية لها قيمة في التبادل والتجارة. ولذلك كان “ماك كوللوك” و” سليغمان” مصيبين حين عرفا علم الاقتصاد ” بعلم القيمة”.

كما اعتقد آخرون أنه: دراسة لنشاط الانسان في استعماله موارده النادرة التي تصلح لإشباع حاجاته المتعددة.

تعريف الاقتصاد السياسي

تعريف الاقتصاد السياسي « Political Economic » وردت عدة تعاريف حول مصطلح الاقتصاد السياسي وهي.

الاقتصاد السياسي في الاصطلاح الحديث

ذهب اقتصاديون الى ان اول من استخدم مصطلح “الاقتصاد السياسي”، هو الفرنسي “انطوان دي مونكرتيان” (1575-1621م)، في كتابه” دراسات في الاقتصاد السياسي”، لتمييز بحثه عن افكار طرحها اليونانيون، امثال: “ارسطو”، حول الاقتصاد كمسائل تعالج قواعد ادارة المنزل. فكانت اضافة وصف السياسي الى الاقتصاد كإشارة الى انه يدرس ظواهر ثروة الدولة، لا ثروة الاسرة او تدبير المنزل. اما الغرض الثاني فكان سياسيا اذ ان معظم الكتاب يبحث في الوسائل التي تبرر للدولة التي لا تمتلك المعادن النفيسة ان تحصل عليها فتحفظ بذلك مكانتها في التجارة الخارجية.

فكان الاقتصاد السياسي عند “انطوان دي مونكرتيان”: هو تحديد معالم السياسة التي يجب ان تتبعها الدولة للزيادة من ثروتها ومن اغناء نفسها. ثم انتقل كمصطلح الى انكلترا حين استخدمه “وليام بتي” و”جيمس ستيوارت ميل” في كتاباتهم. واعتبروا الاقتصاد سياسيا، لأنه يهدف الى حل مشكلات عملية مختلطة بالسياسة كنمو الثروة ومتطلبات الحكم الصالح ودعم قوة السلطة.

وعرفه آخرون، بأنه: علم الظواهر الاجتماعية المرتبطة بالثروات. بمعنى الموارد المتاحة لإشباع حاجات الانسان. ودراسة العناصر الملائمة لإنتاج هذه الموارد، كالطبيعة، والعمل، ورأس المال. والاجور المختلفة وتبيان كيف يتم تبادل المنتوج، بدراسة النقود، الائتمان بمظاهره المتعددة، الآثار المترتبة عن التجارة، والبنوك…الخ.

التعريف المعاصر للاقتصاد السياسي

بعد التطور الذي عرفه الاقتصاد السياسي لارتباطه بالحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، أصبح ينظر اليه، بأنه: تحضير الجهاز الفكري الذي يمكن ان نأمل باستخدامه في الفهم الواسع، المفتوح للمادية التاريخية، من اجل تحليل الماضي، والحاضر، ومواجهة استراتيجية مستقبلية(تحديد المشروع المجتمعي واستراتيجيات المراحل الضرورية والممكنة للتقدم في اتجاهه).

وعرفه “ويليام ستانلي جيفونس”، بان علم يبحث في ثروة الشعوب والاسباب التي تجعل مرتبة أمة فوق مرتبة أمة اخرى في السعادة والرفاهية، والغرض منه الارشاد الى ما ينبغي القيام به، لتقليل عدد الفقراء والمساكين بقدر المستطاع. وإيقاف كل واحد على الوسائل التي توصله الى اقتطاف ثمار عمله.

ومن جهته، رأى الاستاذ: “اسماعيل محمد سلطان”، بأن الاقتصاد السياسي: علم يبحث في تحقيق اشباع حاجات المجتمع او الدولة بطريقة قائمة على الحصول على ما يلزم لأبناء المجتمع من حاجاتهم التي تعتبر نادرة نسبيا عن طريق استخدام السياسة في اقامة علاقات مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التبعية السياسية او النقدية او الاقتصادية وتحقيق الاستقلال في الرأي السياسي والاقتصادي…

من خلال هذه تعاريف، نستخلص ان الاقتصاد السياسي هو علم يرتكز على مجموع الوسائل تتخذ لتدبير الشأن الاقتصادي المطلوب سواء تعلق بالندرة او الثروة او البطالة. فهو علم يُرشد الدولة والمجتمع الى الحكمة والتبصر بالأمور الاقتصادية واتخاذ الاجراءات المناسبة لمعالجتها في الوقت المناسب، لإشباع الحاجات العامة.

بقلم د. محمد مصطفى زرباني. ( استاذ محاضر في القانون ), من محاضرات مقياس الاقتصاد السياسي.

مواضيع مهمة

اترك تعليقاً