جولة جنيف 1947: بداية نظام التجارة العالمي

جولة جنيف 1947 هي اسم الجولة الأولى من مفاوضات الاتفاق العام للتعريفات والتجارة (GATT)، التي عقدت بين 23 أبريل/نيسان و30 أكتوبر/تشرين الأول 1947 في جنيف، سويسرا. شارك فيها 23 دولة، وأدت إلى إنشاء GATT كاتفاقية تجارية متعددة الأطراف تهدف إلى تحرير وتنظيم التجارة العالمية في السلع.

محتويات المقال

1 عن جولة جنيف 1947
2 روابط مهمه
- 2.1 شارك هذا الموضوع:

عن جولة جنيف 1947

في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت هناك حاجة ماسة إلى إعادة بناء الاقتصاد العالمي وتعزيز التعاون بين الدول. ولهذا الغرض، اجتمعت 44 دولة في بريتون وودز في عام 1944، وأسست ثلاث منظمات دولية: صندوق النقد الدولي (IMF)، والبنك الدولي (IBRD)، ومنظمة التجارة الدولية (ITO). كانت ITO مخططة لكونها المؤسسة المسؤولة عن تطوير وإشراف على نظام تجاري عالمي مستقر ومفتوح

ومع ذلك، لم تدخل ITO حيز التنفيذ أبداً، بسبب رفض الولايات المتحدة تصديق ميثاقها. ولذلك، قررت مجموعة من الدول المشاركة في مؤتمر هافانا لإبرام ميثاق ITO في عام 1947، أن توقع اتفاقية مؤقتة للتجارة في انتظار دخول ITO حيز التنفيذ. وهذه الاتفاقية هي GATT، التي تم التوصل إليها خلال جولة جنيف 1947

جولة جنيف 1947 كانت أول جولة من سلسلة من جولات المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف التي استمرت حتى عام 1994. شارك فيها 23 دولة، من بينها كبرى القوى الاقتصادية آنذاك: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا. كان هدف هذه الجولة هو خفض التعريفات الجمركية على مجموعة كبيرة من المنتجات، وإزالة بعض الحواجز غير التعريفية للتجارة، وإقرار قواعد عامة للسلوك التجاري

خلال سبعة أشهر من المفاوضات، تم التوصل إلى اتفاق على 45 ألف تخفيض تعريفي، يغطي حوالي 20 مليار دولار من التجارة العالمية. كما تم التوصل إلى اتفاق على مجموعة من المبادئ الأساسية لنظام التجارة العالمي، مثل مبدأ المعاملة الأكثر تفضيلاً (MFN)، ومبدأ المعاملة الوطنية (NT)، ومبدأ الشفافية والإشهار، ومبدأ التشاور والتعاون

وبذلك، أصبحت GATT اتفاقية تجارية متعددة الأطراف تهدف إلى تحرير وتنظيم التجارة العالمية في السلع. ورغم أنها كانت مؤقتة في البداية، فإنها استمرت في العمل لأكثر من 40 عاماً، وشهدت ثماني جولات أخرى من المفاوضات التجارية، وانضم إليها 128 دولة. وفي عام 1995، حُلَّت GATT محلها بمنظمة التجارة العالمية (WTO)، التي تضمن احترام القواعد والالتزامات التجارية بين الدول الأعضاء، وتوفر آلية فعالة لحل الخلافات التجارية

وهكذا، كانت جولة جنيف 1947 بداية نظام التجارة العالمي، الذي ساهم في تحسين رفاهية الملايين من الناس حول العالم. ولكنها أيضاً كانت مصدراً لبعض التحديات والانتقادات، مثل عدم المساواة بين الدول المتقدمة والنامية، والتأثير على البيئة وحقوق الإنسان. ولذلك، فإن هناك حاجة مستمرة إلى مراجعة وتحديث نظام التجارة العالمي لجعله أكثر شمولية وإنصافاً واستدامة.