كيف تسيطر على غضبك
للأسف الشديد حدّة الغضب زائدة على هذا الكوكب، بالكاد أن لا تجد من لا يغضب لأيِّ سبب!.
ربما يتعلق الأمر بطبيعية حياة البشر ومحاولة الدفاع عما نقوله للآخرين بهدف إقناعهم بوجهة نظرنا، لذلك يُستخدم الغضب كوسيلة مثلى!.
بدون شك، هناك أشياء كثيرة في العالم يمكنها أن تُثير غضبنا وتُخرجنا عن هدوءنا، لكن برأيي ليست هذه المشكلة، فما يُثير غضبنا منتشر في كلِّ مكان، لكنّ المشكلة الحقيقية هي في طريقة تعاملنا مع هذه الأشياء التي تُثيرنا.
الغضب هو شعور يمكنك أن تتخلص منه، تخيّل الجانب السلبي الذي يمكن أن يضعك الغضب فيه، توتر أعصاب، إجهاد ما يقرب من 70 عضلة في الوجه وحده، تغيّر مزاجك ليكون في أسوء حالاته، تعرض لضغط الدم، لذلك أنصحك بأن تُفكر جدياً بحياتك، وتحاول التخلص مما يُؤذيك.
ما الذي يجعلنا نغضب؟
هو شعورنا بأنّ ما نقوله صواباً فنحاول جاهدين بكلِّ الوسائل، فنستخدم الغضب كأكثرها انتشاراً لإثبات صحة ما نقول!.
لكن اسأل نفسك سؤالاً بسيطاً : “هل كونك على صواب يستدعي منك إطلاق كلَّ هذه الطاقة السلبية وإيذاء نفسك؟”.
دارت معركة بسبب أنّ فلان وقف أمام مدخل بناية، لم يجد موقفاً ففضل أن يوقف سيارته كحلٍ سريع ويقضي حاجته، لكنه لسوء حظه تصادف ذلك مع خروج أحد سكان البناية وحدث ما لم يكن في الحسبان، طبعاً لم يتأنى ساكن البناية وهو يرى نفسه على صواب، وإنما أدار رحى حربٍ ضروس حتى قبل أن يرى الرجل، كانت معه زوجته ولم يرتدع عن الشتائم، واجتمع أُناس كثيرون ليُشاهدوا نموذجاً عملياً إلى ما يمكن أن يؤدي إليه الغضب، في النهاية بعد ما يقرب النصف ساعة ذهب كلٌ منهما إلى حال سبيله، وانتهت المعركة!.
هذا نموذج غير سار أبداً، وللأسف نرفض التعامل معه بوعي كافي، إذا كنت على صواب فإنّ طريقتك في إثارة الأمور وإنفعالاتك السلبية، جعلتك شخصاً بغيضاً لدى الجميع، إذا كانت الأمور لا تُحلُّ إلا بصوتٍ عالٍ، فكيف لا يتأذى كوكبنا الجميل مما نُلقيه فيه من شحنات سلبية!.
إن ترك الإنفعال الداخلي السلبي إذا كان سيُفسد عليك حياتك أكثر نفعاً من الإنجرار إليه، لا تُحاول أن تُغذي هذه المشاعر السيئة، قاوم رغبتك في أن تكون شخصاً آخر لا تريده!.