اعرف اكتر عن محمد بك الألفي
لم ينج شخص من موتٍ أكيد مرات عديدة أكثر من محمد بك الألفي، والذي يمكن اعتباره بحق (المملوك الأخير) أو آخر أمراء المماليك في مصر مطلع القرن التاسع عشر، وبوفاته تشتت شمل المماليك في البلاد، لم تعد لهم شخصيات كبرى قادرة جمع كلمتهم او قيادتهم، حتى اطلق عليهم محمد علي باشا رصاصة الرحمة في مارس عام 1811م.
محتويات المقال
عن محمد بك الألفي
من أصول جورجية، جُلب لمصر عام 1775م وكان ثمنه ألف أردب من القمح، ولذلك عُرف بالألفي. عُرف عنه المكر والخديعة مع حدة الطباع والقسوة في التعامل مع الآخرين. ولذلك أُعجب به مراد بك كبير المماليك، وعينه سنجق (محافظ) الشرقية، فدخل في نزاع كبير مع مشايخ البدو، وصادر أموال كثير منهم حتى جمع ثروة ضخمة وصار ذو إقطاعات ومماليك كثيرة في الشرقية والصعيد.
هرب من القاهرة بعد هزيمة المماليك بقيادة مراد بك في معركة امبابه (الأهرام) عام 1798م ولجأ لأحد أكابر المماليك في الفيوم، حيث اعتصم بمماليكه واستخدمهم في محاربة الفرنسيين في أكثر من معركة. ولما تحالف معهم مراد بك عام 1800م رفض الألفي الدخول في الحلف، ولكن بعد جلاء الفرنسيين وهربا من مواجهة العثمانيين، تحالف هو مع الإنجليز، ليدعموه للإستيلاء على السلطة مقابل تسهيل مصالحهم واحتلالهم لثغور الإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس.
محاولات إغتيال الألفي
وقد نجا الألفي من أكثر من محاولة إغتيال، أشهرها كان في ثورة القاهرة الثانية عام 1800م، عندما حاصره الفرنسيين في أحد المنازل مع بعض المماليك، وقاموا بتلغيم الاسوار ونسفها لينهدم المنزل ولكن بعد أن فر الألفي قبل انفجار اللغم بدقائق معدودة.
وبعد جلاء الفرنسيين تقرب حسين قبودان باشا قائد الاسطول العثماني لبعض زعماء المماليك طبقا لاوامر الصدر الأعظم يوسف باشا ضيا للخلاص منهم.
دعاهم القبودان لوليمة عام 1801م على ظهر سفينة القيادة في أبي قير، وما ان ذهبوا حتى فتح عليهم النار فمات 150 منهم واعتقل مثلهم! رفض الالفي تلبيه الدعوة لسوء ظنه بالعثمانيين، وعمل على تحرير الأسرى عن طريق الإنجليز.
وفي القاهرة، وبعدها بشهرين وجه الصدر الأعظم الدعوة لابراهيم بك مع بعض قادة المماليك لوليمة اخرى بالقلعة ليعتذر عما اقترفه ضدهم قبودان باشا، واغرى بعض أمراء المماليك بمناصب كبيرة، ورفض الألفي الحضور ونصح الجميع ألا يذهبوا، ولكن ذهب الجميع ليتم اعتقالهم وحبسهم تمهيدا لشحنهم جميعا للآستانة، ولكن تدخل الألفي مرة أخرى ليطلق سراحهم بضغط إنجليزي.
وبعد تولي محمد علي باشا السلطة عام 1805م، دخل في مواجهة مباشرة مع محمد بك الألفي، وأرسل خلفه جيش بقيادة حسن باشا قائد فرقة الأرناؤوط وأمره بقتل الألفي مباشرة! ولكن الألفي هرب منهم في أكثر من مواجهة، وهزم الأرناؤوط في أكثر من معركة، إلى أن انسحب حسن باشا (أو هرب) من أغلب مدن الصعيد، فراح الألفي يطارده وينضم لقوات عثمان بك البرديسي ويزحفا معا لحصار محمد علي باشا في القاهرة، ولكن حدث مالم يتوقعه أحد!!
مات محمد بك الألفي فجأة ببني سويف في يناير عام 1807م أثناء زحفه، وبعده بشهر مات عثمان بك البرديسي لينفرط عقد المماليك في صعيد مصر، ولتتبخر أحلام الإنجليز في السيطرة على مقاليد الأمور في مصر، وليتقدم محمد علي باشا خطوة في سبيله للسيطرة على البلاد.