طاهر باشا والي مصر الذي طارت رقبته
طاهر باشا.. والي مصر الذي «طارت رقبته» كان واحدًا من خمسة ولاة عثمانيين تعاقبوا على مصر في فترة وجيزة
محتويات المقال
عن طاهر باشا
طاهر باشا هو قائد أرناؤوطي ألباني لعساكر الباشبوزق العثمانية التركية في مصر في عهد الوالي خسرو باشا. استولى على السلطة، ولكنه لم يلبث أن قُتل وحل محله في قيادة العساكر الألبان محمد علي باشا، الذي صار واليًا على مصر فيما بعد.
كان طاهر باشا واحدًا من خمسة ولاة عثمانيين تعاقبوا على مصر في فترة وجيزة امتدت من مارس 1804 إلى مايو 1805، هم على الترتيب خسرو باشا (خُلع) وطاهر باشا (قُتل) وأحمد باشا (طُرِد) وعلي باشا الجزايرلي (قُتل) وخورشيد باشا (خُلع).
معلومات طاهر باشا
- سبب الوفاة: اغتيال
- مواطنة: الدولة العثمانية
- مناصب: والي مصر.
- في المنصب: عشرين يوما في عام 1803.
كيف اغتال طاهر باشا
في يناير عام 1799م عقدت الدولة العثمانية حلفا مع انجلترا بغرض طرد الفرنسيين من مصر، وتعهدت بحشد مائة ألف مقاتل ودفع الأسطول العثماني بغرض استعادة مصر. وقد عمدت للاستانة، كالعادة فى مثل هذه الأحوال، إلى إبلاغ الزعماء المحليين او حكام الولايات بتجنيد ما لديهم من رجال. وهكذا فقد انطلق إلى مصر آلاف المقاتلين الأرناؤوط (الألبان) بقيادة زعمائهم المحليين من أمثال طاهر باشا ويوسف بك وطالب بك وعمر بك فريوني ومحرم بك ورجب أغا شكودراني وغيرهم
وأدى هذا التدفق المتواصل إلى تضخم عدد الأرناؤوط في مصر، حتى بلغ عددهم عشرة آلاف، وهذا اكثر بكثير من الحامية العثمانية الانكشارية الرسمية. ولذلك شكل الأرناؤوط مجموعة متماسكة ترتبط بزعيم واحد، وهكذا فقد تمكن زعيمهم الأول طاهر باشا من السيطرة على الوضع بعد طرد الوالى محمد خسرو باشا فى مطلع عام 1803، حيث اختاره عدد من جنود الإنكشارية، مما دعا قاضى البلد بتعيينه قائمقاما، أي نائبا للوالى إلى أن يأتي فرمان سلطاني بتثبيته أو تعيين وال آخر.
وتعارض ذلك وقتها مع طموحات محمد علي سرجشمة، الضابط الذي كان ضمن تلك المجموعة، والذي لعب دورا كبيرا في الاطاحة بالوالي السابق خسرو باشا، وعمل نفس الشيء مع طاهر باشا حين تولى منصبه. فقام باستعداء الجنود ضده بدعوى تأخر مرتباتهم وعطاياهم، وعندما ذهبوا ليطالبوه فإحتد النقاش بينهم عندما تحدث إليهم طاهر باشا بصلف وسب أحد الجنود، فاستل ذلك الاخير سيفه وضرب عنق الباشا بحركة سريعة، ثم اخذ رأسه وألقاها من النافذه أمام كل زملائه لتنتهى ولاية طاهر باشا والتي لم تتعدى العشرين يوما! ثم نهب الجنود خزانة الوالي ووزعوا الاموال على بعضهم.
وانتشر الخبر بعدها في كل شوارع القاهرة لتزداد الفوضى في البلاد، وتنتقل رئاسة فرقة الأرناؤوط للضابط محمد علي ليقترب خطوة اخرى من هدفه الذي يسعى إليه.
جثة طاهر باشا
يقول الجبرتي أنهم أخذوا جثة طاهر باشا. ودفنوها. ولكن الرأس لم تدفن معه. ولكنهم أخذوها من أجل البقشيش.
في ذلك العصر كان رأس القتيل مثل إعلان نتيجة الانتخابات. فلو لم تمتلك رأس غريمك ففي هذه الحالة أنت لم تنتصر عليه.
للدرجة التي يقول فيها الكاتب محمد جلال كشك. في كتابة “ودخلت الخيل الأزهر”. أنها كان من الممكن أن يضعوا رأس القتيل على صواني فضة. ويدورون بها على الناس المتجمعين في الشوارع. ويطلبوا منهم الصلاة على النبي. ويقومون بتوزيع الملبس عليهم.
دفن الرأس مع الجسم
كان المستفيد الوحيد من رأس طاهر باشا هو محمد علي. ما نعرفه بباني مصر الحديثة. أخذ العساكر الإنكشارية الرأس وقرروا أن يسلموها له مقابل البقشيش. ولكن قبل الوصول هجم عليهم عساكر طاهر باشا الألبان وقاموا بذبحهم وأخذوا الرأس ودفنوها مع الجسم.