من أول دولة استخدمت النقود؟
لم يستخدم الإنسان النقود مطلقاً إلاً بعد تركه الحياة في الغابات، التي لم تكن تُلزمه فيها باستخدام النقود، وظهرت الحاجة للنقود بعد تنوّع المناطق التي وصل إليها الإنسان وعاش بها، وازدياد متطلباته واحتياجاته التي لم تكن في كثيرٍ من الأحيان متواجدةً في محيطه، وإنما يملكها أشخاصٌ آخرون في مناطق أخرى، فكان لزاماً عليه اختراع طريقةٍ أو شيء ذي قيمة للتمكن من الحصول على هذه المتطلّبات أو تبادل الأشياء المختلفة.
محتويات المقال
طرق استخدام الوسائل المختلفة
في العصور الغابرة استخدم الصينيّون المحار كوسيلةٍ رسميّة في عمليّة تبادل المواد والسلع، وبقي الأمر على هذا النحو حت في مطلع القرن الرابع قبل الميلاد، والذي تمّ فيه ظهور العملة المعدنيّة للمرة الأولى في بلاد اليونان، وكان للثور أثر كبير في تلك البلاد، لأنه كان يتمّ بيع الجارية على سبيل المثال بأربعة ثيران، فكان هذا الأمر يسبب خسارةً كبيرة لعدم القدرة على التجزئة في طرق التعامل والتبادل ومن هنا اتجه التفكير إلى الضرورة الملحّة لإيجاد وسيلةٍ أخرى للتبادل والاعتماد عليها. يجب أن تتميّز هذه الطريقة بالمنفعة والبقاء، ومن هنا جاءت فكرة استخدام المعادن كوسيطٍ في عمليّة التبادل، وتتميز المعادن بسهولة حفظها وثبات معيارها وديمومتها وسهولة حملها ونقلها، وأيضاً تتميّز بإمكانيّة تجزئتها، وهكذا استخدمها الإنسان، وكان استخدامها بدايةً مسؤولية مالكيها الذين قاموا بنقش أسمائهم عليها، ثم تدخلّت الدولة لتضع حداً لهذا الأمر، وختمت على المعادن ختمها الرسمي، بهدف عدم التزييف في الفضة والذهب، ولتصبح أكثر قانونية من هنا بدأت الخطوة الأولى في سكّ النقود، وكانت الدولة تفعل هذا الأمر في البداية بشكلِ مجاني، ولكنها رأت فيما بعد ضرورة شراء المعادن وضربها لحسابها الخاص بعيار ووزن ثابتين، كنوعٍ من تعزيز مكانة الحاكم والسلطان في دولته.
أول من قام بضرب نقود معدنية خاصة به
- كان الليديّون وهم سكان آسيا الوسطى أول من قام بضرب نقودٍ معدنيّة خاصةٍ بهم، وقاموا بتداولها محليّاً في عهد الملك (كرويسيوس) أو قارون العرب
- تلاهم الإغريق الذين كانوا يسكنون بحر إيجة
- ثمّ بلدان البحر الأبيض المتوسط
- ومنهم انتقلت النقود إلى بلاد الهند وبلاد فارس.