حركة عدم الانحياز: نشأتها وأهدافها وتأثيرها
حركة عدم الانحياز هي حركة دولية تضم أكثر من 100 دولة لا تنتمي إلى أي تحالف عسكري (كحلف الناتو وحلف وارسو). تأسست الحركة في عام 1961 في مؤتمر بلغراد، صربيا، من قبل مجموعة من الدول المستقلة حديثًا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
محتويات المقال
نشأة الحركة
نشأت حركة عدم الانحياز في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عندما كانت العالم منقسمًا إلى معسكرين متنافسين: المعسكر الغربي، بقيادة الولايات المتحدة، والمعسكر الشرقي، بقيادة الاتحاد السوفيتي. كانت الدول المستقلة حديثًا في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية غير راغبة في الانحياز إلى أي من المعسكرين، وفضلت بدلاً من ذلك الحفاظ على الحياد.
الهيكل التنظيمي والعضوية
تنبع الحركة من الرغبة في عدم الاصطفاف ضمن هيكل جيوسياسي / عسكري وبالتالي ليس لديها هيكل تنظيمي صارم للغاية. تم تحديد بعض الأساسيات التنظيمية في وثيقة قرطاجنة لعام 1996 حول المنهجية مؤتمر القمة لرؤساء دول أو حكومات دول عدم الانحياز هو «أعلى سلطة اتخاذ القرار». تتناوب الرئاسة بين الدول وتتغير في كل قمة لرؤساء الدول أو الحكومات إلى الدولة المنظمة للقمة.
تتطابق متطلبات العضوية في حركة عدم الانحياز مع المعتقدات الرئيسية للأمم المتحدة. المتطلبات الحالية هي أن الدولة المرشحة قد عرضت ممارسات وفقًا «لمبادئ باندونغ» العشرة لعام 1955:
- احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
- احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.
- إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها.
- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها.
- احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
- أ- عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى. ب- عدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى.
- الامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.
- الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
- تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.
- احترام العدالة والالتزامات الدولية.
الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز
لعبت حركة عدم الانحياز دورًا مهمًا في التخفيف من حدة التوترات خلال الحرب الباردة. كما أنها ساعدت في تعزيز التعاون بين الدول النامية.
فيما يلي بعض الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز:
- الدول الأفريقية: الجزائر، أنغولا، بنين، بوركينا فاسو، بوتسوانا، الكاميرون، جمهورية الكونغو الديمقراطية، غينيا الاستوائية، إثيوبيا، الغابون، غانا، غينيا، غينيا بيساو، ساحل العاج، كينيا، ليسوتو، ليبيريا، ليبيا، مدغشقر، مالي، موريتانيا، موريشيوس، ناميبيا، النيجر، نيجيريا، رواندا، السنغال، سيراليون، الصومال، جنوب إفريقيا، جنوب السودان، السودان، تشاد، تنزانيا، توغو، تونس، أوغندا، زامبيا، زيمبابوي.
- الدول الآسيوية: أفغانستان، ألبانيا، بنغلاديش، بوتان، بورما، كمبوديا، الصين، كوبا، جمهورية التشيك، إثيوبيا، الهند، إندونيسيا، إيران، العراق، اليابان، كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية، لاوس، ماليزيا، منغوليا، نيبال، باكستان، الفلبين، روسيا، سريلانكا، سوريا، تايلاند، تيمور الشرقية، تركيا، أوزبكستان، فيتنام.
- الدول الأمريكية: الأرجنتين، البرازيل، تشيلي، كولومبيا، كوستاريكا، كوبا، جمهورية الدومينيكان، الإكوادور، السلفادور، غواتيمالا، هايتي، هندوراس، المكسيك، نيكاراغوا، بنما، باراغواي، بيرو، أوروغواي، فنزويلا.
تعقد حركة عدم الانحياز قمة كل ثلاث سنوات لمناقشة القضايا العالمية وتنسيق مواقفها.
أهداف الحركة
يهدف أعضاء حركة عدم الانحياز إلى الحفاظ على الحياد في الصراعات الدولية وتعزيز السلام والأمن في العالم. كما أنهم يدافعون عن حقوق الشعوب المستعمرة وغير المستقلة وسيادة الدول.
تشمل المبادئ الأساسية لحركة عدم الانحياز ما يلي:
- احترام السيادة الوطنية وسلامة الأراضي لكل دولة.
- عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
- حل النزاعات بالوسائل السلمية.
- التعاون الدولي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تأثير الحركة
لعبت حركة عدم الانحياز دورًا مهمًا في التخفيف من حدة التوترات خلال الحرب الباردة. كما أنها ساعدت في تعزيز التعاون بين الدول النامية.
تحديات الحركة
واجهت حركة عدم الانحياز تحديات عديدة، بما في ذلك:
- الخلافات بين الدول الأعضاء حول القضايا السياسية والاقتصادية.
- الضغوط من الدول الكبرى للانضمام إلى أحد المعسكرين.
- التقدم الاقتصادي والتكنولوجي للدول النامية، مما أدى إلى تزايد رغبتها في الانخراط في التحالفات العسكرية والاقتصادية.
مستقبل الحركة
على الرغم من التحديات التي تواجهها، لا تزال حركة عدم الانحياز قوة مهمة في السياسة الدولية. تلعب الحركة دورًا مهمًا في تعزيز السلام والأمن في العالم، ودعم حقوق الإنسان، وتعزيز التعاون بين الدول النامية.