معلومات عن المقاومة الفلسطينية تاريخ وحاضر
المقاومة الفلسطينية هي مصطلح يشير إلى الحراك والسياسات والدعوات والعمليات التي تدعو أو تدعم مقاومة الاحتلال والاضطهاد والاستعمار الصهيوني للفلسطينيين والأرض الفلسطينية وتسعى لرفعه، يستخدم المصطلح لوصف تحركات فلسطينية متنوعة تتراوح بين المقاومة المدنية، الشعبية والمسلحة.
محتويات المقال
تاريخ المقاومة الفلسطينية
اندلعت انتفاضة وطنية قام بها العرب الفلسطينيون في فلسطين الانتدابية ضد الإدارة البريطانية للولاية الفلسطينية، والمطالبة بالاستقلال، وإنهاء سياسة الهجرة اليهودية المفتوحة، وشراء الأراضي، والهدف المعلن المتمثل في إنشاء «بيت وطني يهودي». وأخذ الوضع الفلسطيني يأخذ شكل الثورة الشاملة مع مرور الوقت، فأخذت العمليات الثورية المسلحة – التي بدأت محدودة متفرقة – في الانتشار حتى عمت معظم أرجاء فلسطين، وبلغ معدلها خمسين عملية يومياً، وزاد عدد الثوار حتى بلغ حوالي خمسة آلاف، معظمهم من الفلاحين الذين يعودون على قراهم بعد القيام بمساعدة الثوار الذين تفرغوا تماماً. وبعد جهود سرية قام بها الحاج أمين ورفاقه، حدث تطور نوعي في الثورة، وذلك بقدوم تعزيزات من الثوار العرب من العراق وسوريا وشرق الأردن بلغت حوالي 250 رجلاً، وكان على رأسها القائد العسكري المعروف فوزي القاوقجي الذي وصل في 22 آب وتولى بنفسه القيادة العامة للثورة، ونظم الشؤون الإدارية والمخابرات، وأقام محكمة للثورة، وأسس غرفة للعمليات العسكرية. من أبرز المتطوعين العرب الشيخ عز الدين القسام وسعيد العاص ومحمد الأشمر من سورية. شارك أيضاً متطوعون مسلمون من شبه القارة الهندية في الدفاع عن المسجد الأقصى. وقد اعترفت القيادة العسكرية البريطانية في تلك الفترة بتحسن تكتيكات الثوار، مشيرةً إلى انهم أظهروا علامات على فعالية القيادة والتنظيم.
أدت وفاة الشيخ عز الدين القسام على أيدي الشرطة البريطانية إلى غضب الجماهير الفلسطينية على نطاق واسع، وقد رافقت الحشود الضخمة جثمان القسام حتى قبره في حيفا. وبعد أشهر قليلة، في نيسان / أبريل 1936، دعت اللجنة القومية العربية إلى الإضراب العام الذي استمر حتى تشرين الأول / أكتوبر 1936 ولازمته موجة من أعمال مقاومة المستعمر. في عام 1937، اقترحت بريطانيا تشكيل لجنة سميت بلجنة بيل الملكية، هدفها تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية (في جزء من الأراضي كان السكان العرب فيها يشكلون الأغلبية)، ودولة عربية على أن ترفق بالأردن. تم رفض الاقتراح من قبل العرب.
في أعقاب اقتراح اللجنة للتقسيم اندلعت المقاومة المسلحة على نطاق واسع. خلال الأشهر ال 18 التالية فَقَدَ البريطانيون السيطرة على القدس ونابلس والخليل. قمعت القوات البريطانية (وبدعم من 6000 شرطي صهيوني) أعمال المجاهدين. أوصى الضابط البريطاني تشارلز أورد وينغيت بدعم المناطق اليهودية لأسباب دينية. نظمت فرق ليلية بريطانية خاصة مؤلفة من جنود بريطانيين ومتطوعين صهاينة (مثل ايغآل ألون) غارات على قرى عربية في الجليل الأدنى وفي مرج بن عامر. المقاومة أسفرت عن استشهاد 5000 فلسطيني وجرح 10000، مقتل 262 جندي بريطاني وجرح 550، مقتل 300 صهيوني.
فشلت الثورة العربية في فلسطين الانتدابية، وأثرت عواقبها على نتيجة حرب فلسطين عام 1948. وتسببت في قيام الانتداب البريطاني بتقديم دعم حاسم للميليشيات الصهيونية السابقة للدولة مثل الهاغانا، في حين أجبرت الثورة فرار الزعيم العربي الفلسطيني الرئيسي في تلك الفترة، المفتي الكبير في القدس – الحاج أمين الحسيني إلى المنفى.
أشكال المقاومة الفلسطينية
تتنوع أشكال المقاومة الفلسطينية، وتتراوح بين المقاومة المدنية، الشعبية والمسلحة.
- المقاومة المدنية: وتتمثل في الفعاليات والاحتجاجات السلمية، مثل المقاطعة والاعتصامات والتظاهرات.
- المقاومة الشعبية: وتتمثل في العمليات الفدائية والاغتيالات والاستهدافات ضد أهداف إسرائيلية.
- المقاومة المسلحة: وتتمثل في العمليات العسكرية ضد القوات الإسرائيلية، مثل إطلاق الصواريخ والقذائف والهجمات المسلحة.
أبرز المنظمات الفلسطينية
أبرز المنظمات الفلسطينية
تأسست المنظمات الفلسطينية المعترف بها دوليا عام 1964 منظمة التحرير الفلسطينية كمنظمة سياسية شبه عسكرية، معترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية وكممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين. جاء تأسيسها بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس نتيجة لقرار مؤتمر القمة العربي 1964 (القاهرة) لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها.
- كتائب الشهيد عز الدين القسام.
- سرايا القدس.
- ألوية الناصر صلاح الدين.
- كتائب أبو علي مصطفى.
- كتائب المقاومة الوطنية.
- كتائب شهداء الأقصى (توقفت رسمياً عام 2007 في الضفة).
أهداف المقاومة الفلسطينية
تتمثل أهداف المقاومة الفلسطينية في تحقيق الأهداف التالية:
إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين
تمثل هذه الغاية الهدف الرئيسي للمقاومة الفلسطينية، حيث تسعى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس الشرقية. ويشمل الاحتلال الإسرائيلي مصادرة الأراضي الفلسطينية، وبناء المستوطنات الإسرائيلية، وفرض الحصار على قطاع غزة.
إقامة دولة فلسطينية مستقلة
إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية
تمثل هذه الغاية الهدف الثاني للمقاومة الفلسطينية، حيث تسعى إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وترى المقاومة الفلسطينية أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي الضمان الوحيد لضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
تحقيق العدالة والمساواة للشعب الفلسطيني
تمثل هذه الغاية الهدف الثالث للمقاومة الفلسطينية، حيث تسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة للشعب الفلسطيني. ويشمل ذلك تحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحق العيش بكرامة وحرية.
أهمية المقاومة الفلسطينية
تلعب المقاومة الفلسطينية دورًا مهمًا في كفاح الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال. حيث تمثل المقاومة الفلسطينية أداة مهمة في الضغط على إسرائيل ودفعها إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. كما أنها تمثل مصدرًا للأمل والإلهام للشعب الفلسطيني.
فيما يلي بعض من عوامل أهمية المقاومة الفلسطينية:
- الضغط على إسرائيل: تسعى المقاومة الفلسطينية إلى الضغط على إسرائيل لوقف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وقد نجحت المقاومة الفلسطينية في تحقيق بعض النجاحات في هذا الصدد، حيث أدت إلى تراجع إسرائيل عن بعض سياساتها الاستيطانية، وإلى زيادة الوعي الدولي بقضيتها.
- إحياء الأمل والإلهام: تمنح المقاومة الفلسطينية الأمل والإلهام للشعب الفلسطيني، حيث تؤكد له أن هناك من يدافع عن حقوقه وكرامته. وقد لعبت المقاومة الفلسطينية دورًا مهمًا في الحفاظ على روح المقاومة الفلسطينية، ومنع الشعب الفلسطيني من الاستسلام للاحتلال الإسرائيلي.
- التعبير عن الإرادة الشعبية: تمثل المقاومة الفلسطينية تعبيرًا عن الإرادة الشعبية الفلسطينية، حيث تعبر عن رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيلي. وقد ساهمت المقاومة الفلسطينية في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتأكيد على رفض الشعب الفلسطيني للحلول الوسط التي لا تلبي جميع مطالبه.
الرأي العام الدولي بشأن المقاومة الفلسطينية
يختلف الرأي العام الدولي بشأن المقاومة الفلسطينية، حيث يرى البعض أن المقاومة المسلحة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، بينما يرى البعض الآخر أن المقاومة المدنية هي السبيل الأمثل لتحقيق السلام.
فئة مؤيدة لفلسطين: هي الفئة التي تدين وتنتقد سياسات وأفعال إسرائيل ضد الفلسطينيين، وتعتبرها دولة عنصرية واحتلالية في المنطقة.
فئة مؤيدة لإسرائيل: هي الفئة التي تبرر وتدافع عن سياسات وأفعال إسرائيل ضد الفلسطينيين، وتعتبرها دولة ديمقراطية وحليفة استراتيجية في المنطقة.
فئة محايدة أو متوازنة: هي الفئة التي تحاول أن تكون عادلة وموضوعية في تقييم سياسات وأفعال إسرائيل والفلسطينيين، وتعتبر أن الصراع بينهما هو صراع معقد ومتعدد الأبعاد، يحتاج إلى حل سلمي وشامل يرضي كلا الطرفين.
وبشكل عام، فإن المقاومة الفلسطينية تحظى بدعم شعبي كبير في العالم العربي والإسلامي، كما أنها تحظى بدعم بعض الدول الغربية، مثل فرنسا وألمانيا.. يمكنك قراءة المزيد عن هذا الموضوع في المقال التالي الرأي العام الدولي بشأن المقاومة الفلسطينية
فى النهايه
تعد المقاومة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من تاريخ وحاضر الشعب الفلسطيني، وهي تمثل أداة مهمة في كفاحه من أجل الحرية والاستقلال.