معلومات عن الصناعة في الوطن العربي
تعرف الصناعه في الوطن العربي عامة بأنها ضعيفة متكررة، فهي متنافسة غير متكاملة تعرقل مستقبلاً خطوات التكامل الاقتصادي العربي، الأمر الذي يتطلب القيام بخطوات تنسيق تمهيدية تتبعها خطوات من أجل الوصول إلى تكامل اقتصادي فوحدة اقتصادية عربية، ومن أجل وصف واقع الصناعة في الوطن العربي لابد من الإشارة إلى أن هذه الصناعة تختلف من قطر عربي لآخر حسب ظروف كل منه وحسب تطور اقتصاده. ويمكن تقسيم الدول العربية إلى ثلاث مجموعات حسب هيكلها الصناعي ومكانة الصناعة في اقتصادها الوطني:
فالمجموعة الأولى: تضم كلاً من مصر وسورية ولبنان والأردن والمغرب وتونس وهي دول ذات كثافة سكانية مرتفعة، كونت نواة صناعية استهلاكية مبكرة نسبياً متنوعة الهياكل الاقتصادية وذات إنتاج متوازن إلى حد ما بين عدد من الفروع الصناعية يعادل الزراعة والقطاع المنجمي، فالفوسفات والنفط والصناعات التحويلية كالمنسوجات والألبسة الجاهزة والأغذية والتبغ والجلديات والخشب والأثاث تشكل أساس بنيانها الصناعي. والمجموعة الثانية: تضم دولاً كالعراق والجزائر وهي كدول المجموعة الأولى، لكنها تختلف عنها باعتمادها الرئيسي على فعاليات البترول والغاز و دولاً أخرى كالإمارات وسلطنة عُمان وقطر وليبيا والكويت ذات كثافة سكانية قليلة تؤدي فيها الصناعات التحويلية دوراً مهماً ودولاً كالسعودية والبحرين اللتين أخذتا تستأثر فيهما الصناعات التحويلية بدور كبير لديها، إضافة إلى المواد النفطية والغازية والبتروكيمياويات.
أما المجموعة الثالثة: فهي تضم دولاً عربية أقل نموا،ً مثل اليمن وموريتانيا والسودان والصومال وجيبوتي، وتؤدي الصناعات التحويلية فيها دوراً ثانوياً مقارنة بالزراعة وقطاع الخدمات، وهي مصدرة للعمالة التي تحول قسماً كبيراً من أجورها إلى الوطن الأم.
تتميز الصناعات الحالية في الوطن العربي بما يلي
- ـ ان النسبة الغالبة للصناعات العربية هي الصناعات الاستهلاكية ويعود ذلك الى سهولة الحصول على المواد الخام التي تدخل في انتاجها ووفرة المعدات والمهارات الفنية والادارية اللازمة لادامتها اضافة الى وجود السوق المحلية لاستهلاكها وعدم توفر راس المال لاقامة الصناعات الثقيلة في بعض الاقطار العربية وخاصة غير النفطية منها
- – صغر حجم الؤسسات الصناعية في الوطن العربي عدا ما قامت بانشائه اخيرا العراق وجمهورية مصر العربية وهذا يعني انخفاض الانتاجية الصناعية وعدم اعتمادها على التقنية الحديثة في المجال الصناعي وارتفاع تكاليف الوحدة المنتجة وهذا بالطبع يجعلها غير قادرة على منافسة الصناعة الاجنبية على الرغم من رفع الرسوم الكمركية وفرض الحماية اللازمة لها
- – تعتمد اكثر الصناعات العربية على المنتجات الزراعية والحيوانية ما عدا عدد صغير منها يعتمد على الخامات المعدنية يستثنى من ذلك الصناعات البتروكيمياوية وصناعة الحديد والصلب
- – ان معدل سير التنمية الصناعية يختلف من قطر الى اخر ويرجع سبب ذلك الى حرمان بعض الاقطار من المقومات الضرورية للتصنيع ووفرتها بنسب مختلفة في اقطار اخرى اضف الى ذلك ان اكثر المشاريع الصناعية تصمم على نطاق اقليمي وليست على نطاق قومي مما يحرمها من ميزة السوق الواسعه والانتاج الكبير.
- -ان الناتج الصناعي لا يشكل سوى نسبة قليلة من الدخل القومي وهذا يعود بالطبع الى صغر الؤسسات الصناعية ففي السودان والجمهورية العربية اليمنية والاردن ولبنان بلغت نسبة مشاركة القطاع الصناعي في الدخل القومي بيــن 5،15% في حين ترتفع الى حوالي 22% في جمهورية مصر العربية ويشذعن ذلك ان الاقطار النفطية ونصف النفطية ترتفع فيها هذه النسبة وذلك لاعتبار عمليات استخراج وتكرير وتصفية النفط ضمن القطاع الصناعي لهذا ففي الكويت تصل النسبة الى( 2 , 70 ) بالمائة وفي السعودية الى(8 ,56 ) بالمائة وفي العراق تبلغ حوالي (70 ) بالمائة
- ـ هناك بوادر لنهضة صناعية مباركة في بعض اقطار الوطن العربي كجمهورية مصر العربية والعراق وسورية ولبنان واخيرا في السعودية والكويت وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة
- ـ يتركز القسم الاكبر من الصناعات العربية في المدن الكبرى او بالقرب منها حتى ولو لم تتوفر في هذه المدن الخامات الضرورية لهذه الصناعات وقد اخذت بعض الاقطار العربية وفي مقدمتها العراق تغير صورة التوزيع القديم لصناعاتها التي تتمركز في المدن الكبرى وجعلها تشمل جميع محافظات القطر