كيف تتخلص من العادات السيئة

أغلبنا لديه عادات يحاول أن يُغيّرها، ولديه قائمة طويلة عن أشياء يريد التوقف عنها، وقائمة أخرى عن أشياء يود أن يفعلها.

لكن، لماذا لا نُغيّر هذه العادات التي نرفضها، ونكتسب العادات الجديدة؟

الأمر ليس في متناول اليد وقتما تشاء، لا بد أن تُواجه ما ترفضه بنوع من التفكير السليم الذي سيطرد هذه العادات، إذا أردت تغيير عاداتك السيئة فعليك أن تغيّر أفعالك، لأنها المسئولة عن تكوين هذه العادات، وإذا أردت تغيير عاداتك فعليك أن تُغيّر تفكيرك (اعتقاداتك).

الخبر السار هو أنه يمكننا تغيير مثل هذه العادات سريعاً ووقتما تُقرر أنت ذلك، بالطبع ليس هناك مصباحاً سحرياً لكنه حقيقة يمكنك أن تُجربها بنفسك، من خلال التحكم والسيطرة على إنفعالاتك (مشاعرك)، لكن ما يحدث في الغالب هو أننا نرفض هذه العادات ونريد أن نُلغيها من حياتنا فنتعامل معها لفظياً بدون أن تتجاوز ذلك، ونُهمل جانب المشاعر والتأثيرات التي تُسببها.

إذا تخليت عن تلك الإنفعالات المزعجة التي يمكن أن تُغذي عاداتك فإنّ الأمر سينتهي، ولا يهم طول المدة لهذه العادة.

كثيراً ما تعلق في أذهاننا المواقف السيئة في حياتنا، بينما وبالكاد نتذكر الأشياء الجميلة رغم كثرتها، والسبب في ذلك يعود إلى أنّ هذه المواقف السيئة رافقتها إنفعالات مزعجة بالفعل كالغضب الشديد والحزن والألم، فالتصقت في مخيلتنا لتُكوّن الصورة التي نشاهدها دائماً، وبدون وعي نستدعيها لأي حدث طاريء.

وحتى تُعزز من المواقف الجيدة في حياتك أنصحك بأن تجعل لك دفتراً صغيراً خاص لك تكتب فيه نجاحاتك وانتصاراتك التي حققتها في حياتك الشخصية والمهنية والأسرية، اجعلها رفيقك في تسجيل كلِّ الأشياء التي تُحبها، على المدى الطويل ستتشكل لديك صورة مُشرقة أكبر من الصورة القاتمة، وستبدأ بتكوين عادات جديدة قائمة على هذا النجاح، كما يمكنك أن تستعيد هذه الذكريات كلما انخفض لديك منسوب الطاقة الإيجابية لتُعيد شحذه من جديد.

كما أنّ الإعتراف بأيّ عادة من العادات السيئة سيُسهل عليك الطريق، حاول أن تُحدد الأسباب التي تدفعك لهذه العادة، فلو قلت بأنك سريع الغضب مثلاً، حاول أن تُحدد أكثر ما يُثير فيك الغضب، فمن خلال الوعي الكافي لما تفعله، ستتمكن من التحكم بطريقة عملية أفضل.

كما قلت لك سابقاً بأنّ باستطاعتك تغيير أيّ عادة لا تريدها بمحاولة السيطرة على مشاعرك وإنفعالاتك، وبدون هذه السيطرة لن تستطيع ذلك، فربما تقول بأنّ التدخين مُضرٌ لي، لكنك لا تُحاول أن تُسيطر على مشاعرك في الإنجرار للتدخين، حاول ذلك وأخبرني بنجاحاتك.

أتمنى لك عزيزي القارئ حياة بعيدة عن الأشياء التي تزعجك .